ينقسم اللبنانيون حول سلاح المقاومة إلى فئتين،واحدة تقول بوجوب نزع السلاح المقاوم،حفظا للسيادة والكيان الوطني وعدم إعطاء الذرائع لإسرائيل بالإعتداء على لبنان،وصولا إلى وجوب حياد لبنان في قضية الصراع العربي الإسرائيلي.
وفئة ثانية تقول بوجوب إبقاء السلاح وتعزيزه على مستوى المقاومة والجيش دفاعا عن لبنان،لأن الأساس هو نزع السلاح الإسرائيلي من لبنان الذي إحتل لبنان أكثر من عشرين عاما ووصل إلى العاصمة بيروت،بل تسلل هذا السلاح لإيدي فئات لبنانية(غلب عليها الطابع المسيحي)من الكتائب والقوات اللبنانية وجيش سعد حداد وجيش لحد،وكان هذا السلاح شعلة الحرب الأهلية،ونار الإجتياحات المتكررة...فمن يلجم هذا السلاح الوحشي؟ ليحمي لبنان عامة وأهل الجنوب خاصة من ناره التي أحرقتهم منذ العام 1948 حتى الآن.
ولذا فإن سلاح المقاومة،كان ردة فعل على السلاح المحتل،ولم يكن ردة فعل على السلاح الإسرائيلي الذي تسرب إلى لبنان،فالإمام الصدر،تجنب الحرب الأهلية واعتصم دفاعا عن المسيحيين في القاع،وأسس لفكرة السلاح المقاوم،غير الملوث بالفتنة الداخلية،لأنه يعتقد أن قطع يد الفتنة يكون بضرب الرأس المدبر..ولا زالت فكرة السلاح المقاوم باتجاه العدو والمساندة للجيش الوطني هي الناموس الأساسي للسلاح...
ويسأل الجنوبيون الآن وفي الماضي، كل المعترضين على سلاح المقاومة ما هو البديل؟!.
فهل يريد المعترضون السياديون تقييد الضحية،أمام القاتل،لتموت دون صراخ ودون إزعاج للمحتل... وهذا لن يتكرر كما حصل في العقود الماضية المليئة بالمجازر والإجتياحات.
نحن نريد الأمن والسلام،وإيقاف مجازر القتل الإسرائيلية،وتدمير بيوتنا وقتل أطفالنا...!!
فإذا كان الجيش الوطني عاجزا عن الدفاع،ليس بسبب عدم قناعاته أو عجزا في القرار... بل بسبب الحصارالمفروض عليه في التسليح والتجهيز والنوعية والاكتفاء بإمداده بكل سلاح يهدف للقمع الداخلي... وليس للدفاع الخارجي...
إذا كانت القرارات الدولية،عاجزة عن حماية المدنيين والأرض،وإذا كانت الأمم المتحدة عاجزة عن التنفيذ وردع إسرائيل،حيث بقي القرار 425 أكثر من عشرين عاما ولم تنفذه إسرائيل،بل انهزمت واندحرت تحت ضغط المقاومة...؟ وإذا كانت الغجر وشبعا وتلال كفرشوبا مع كل الزخم لثورة الإستقلال لم يحرك شريطا شائكا لمتر واحد منذ العام 2006...فمن يحمي لبنان؟
إذا كانت القوات الدولية والقرار 1701،وتعهدات الأمانة العامة لـ 14 أذار السيادية،لم تمنع الخروقات الجوية والبرية الإسرائيلية...فمن يمنع الإعتداء على لبنان...؟
إذا كان القرار 1701 ومعه كل السياديين،لم يمنع شبكات العملاء والإغتيالات،والقنابل العنقودية،فمن يحمي لبنان والجنوب؟.
إن مطلب نزع سلاح المقاومة،مساعدة غير مباشرة، للمحتل الإسرائيلي،للتمادي في غطرسته،وتسهيلا للطريق أمامه،وشراكة في قتل أهل الجنوب خاصة،واللبنانين عامة،لأن المنادين بنزع سلاح المقاومة،والعاجزين عن لجم إسرائيل ومنعها من الإعتداء على لبنان،فإنهم يقيدون الضحية،أمام القاتل،لتموت دون صراخ ودون إزعاج للمحتل القاتل... وهذا لن ينكرر كما حصل في مجازر حولا وقانا والعباسية والخيام... وكما حصل في مجزرة صبرا وشاتيلا...
من يطالب بنزع السلاح حفظا للسيادة،كان أول من حمل السلاح خارج الدولة وأخذ قرار الحرب نيابة عن اللبنانيين ضد الفلسطينيين في لبنان، وهجر مخيم تل الزعتر،وهجر النبعة وبرج حمود...ولم يستفتي ويتشاور مع اللبنانيين عندما تعامل مع إسرائيل، وحمل سلاحها وتدرب معها وخان وطنه.
إن الوطنيين اللبنانيين الذين حملوا سلاحهم في إطار المقاومة والدفاع عن لبنان من يساريين وقوميين وإسلاميين ، تحكمهم إستراتيجية واحدة هي الدفاع عن لبنان بوجه محتليه المباشرين (إسرائيل) وغير المباشر (أميركا وحلفائها) ، وكل إستراتيجية لا يكتب فيها دعم المقاومة والجيش فإنها إستراتيجية غير وطنية ،محكومة بالفشل وضياع الوقت...
السلاح بوجه السلاح الإسرائيلي،مطلب كل وطني،ونزع السلاح شعار مشبوه،سواء قصد رافعوه ذلك أم لم يقصدوا،وعليهم أن يتبنوا فسلاح الوحدة الوطنية اول مدماك في الإستراتيجية الدفاعية...ليبقى لبنان للجميع...
د.نسيب حطيط